الأب صميم باليوس.. صوت إنساني يحمل رسالة سلام وتآخي من العراق إلى العالم
من مدينة بابل، جنوب العراق، انطلق الأب صميم باليوس عام 1978 ليشق طريقه في مسيرة فكرية وإنسانية متميزة، تجاوزت حدود الدين لتصل إلى جوهر الإنسان وقيمه العليا. بعد أن أكمل دراسته في العراق، انتقل إلى أوروبا ليغوص في عوالم الفلسفة واللاهوت وعلم النفس، جامعاً بين المعرفة الأكاديمية والخبرة العملية في بناء الإنسان من الداخل.
درس في روما، باريس، وألمانيا، قبل أن يحط رحاله في الولايات المتحدة حيث نال درجات علمية رفيعة، أبرزها شهادة الدكتوراه في علم النفس من مركز الدراسات العليا في ولاية فلوريدا، التابعة إلى جامعة أوكسفورد البريطانية، ليصبح أحد أبرز الأصوات التي تربط بين البعد الروحي والنفسي والاجتماعي في آن واحد.
كرّس الأب صميم جهوده لتمكين الإنسان عبر المحاضرات، الكتب، والبرامج المرئية، مركّزاً على مفاهيم التنمية البشرية وتحرير النفس من قيودها، والتعامل الواعي مع التحديات العاطفية والاجتماعية. وهو يرى أن المحبة والإنسانية هي القاسم المشترك الذي يمكن أن يوحّد البشر مهما اختلفت أديانهم وألوانهم وأعراقهم.
أسس العديد من المبادرات والمجموعات التي تدعو إلى بناء جسور التفاهم، ونظم مهرجانات روحية وثقافية في ولاية ميشيغان، بالإضافة إلى إصدار ألبومي تراتيل وكتابة عشرة كتب بالعربية وكتاب باللغة الإنجليزية، إلى جانب ترجماته لأعمال فكرية من الإيطالية والإنكليزية.
يؤكد الأب صميم في جميع برامجه على ضرورة امتلاك وعي ديناميكي قادر على تجاوز الانكسارات الداخلية، والارتقاء إلى قيم التسامح والعدالة والمحبة. ومن خلال هذا النهج، يسعى ليكون الإنسان أكثر إدراكاً لمعنى الحياة، وأكثر قرباً من ذاته ومن الآخرين.